Translate

السبت، 18 نوفمبر 2017

فلسفة عن بُعد

عيناه هي كل ما ينبغي لك أن تعرفه حتى تغوص بك في عالم آخر ..
عالمه وحده ...

ببساطته وتلقائيته وطيبته حيث الشفافية والقناعة بالرغم من صغر سنه وجسده الغض قد يوقع بك كل هذا في شراك الإعجاب به وربما حبه دون أن تتملك نفسك لأنه فقط كان كما يريد أن يكون الشاب الفتى مرتاح البال والضمير الذي أختار الأسلوب الأسهل في الحياة وهو الإقدام بلا تفكير وإستخدام كامل صلاحيات عقله دون تأثير من الآخرين حوله والبدء بفعل كل ما يناسبه دون الخوض في مهاترات داخلية أو خارجية ..

يحب معانقة شمس الصباح كل يوم مبكراً ليبدأ بعدها يومه بنشاط ما بين دراسه ورياضة وإجتماعات شبابية ..

عدم إهتمامه بالتفاصيل أبعده عن تعقيدات الحياة التي تلوث عالمه البرئ..

ما يميزه معرفته لأولوياته وتحديد مهامه وإنجازها دون تواني ووضع وقت مقدس لكل مهمة ..

عقلانيته شكلت لحياته منحى ملهم وجدير بالتقدير لكل من هم بسنه في عمر المراهقة المتقدون ..

انفتاح العالم من حوله جعل من طريقه حياته سعادة له ولمن حوله ..

قلة حديثه وخجله يجعلانك تود الإقتراب أكثر لإكتشاف هالة الغموض التي تحيط به ..

قد يكون لغيره شخصاً عادياً ولكن خبرتي فيما واجهته جعلت منه مثال لأسطورة الحياة الطبيعية التي يجب أن يعيشها المراهق بذكاء وإجتهاد وإستقلالية ..

لبيئته المحافظة وتربيته تأثير كبير لصقل هذا النموذج بهذا الشكل الدقيق ليكون فلسفة تحكيها الطبيعة من حوله أينما ذهب ما بين بحر ورمل ونهر وجبل أو وادي تجد كل الطبيعة تكريماً للجمال الذي يحمله قلبه وروحه النقية ممزوجاً بجماله الخارجي الذي يضج بعنفوان..

إنشغاله في دراسته وتمجيده لمستقبله يثير فيك الغبطة ليكون الحل الصعب في الموازنة بين متطلبات الدنيا والآخرة والرضا الذي يكسو عالمه بتجلي واضح..

ثقته بنفسه وعدم تركيز النظر فيما لا يملك مستمتعاً ب 86400 ثانية يومياً يصرفها وفق هواه يجعلك تشعر بأنه يملك شيء لا تملكه ..

حقاً جعلني هذا الشاب أفكر كثيراً وأعيد التفكير في حساباتي فالمسألة ليست كما نراها بل تكامل الشخصية والقدرة على التعامل مع الحياة التي نملكها والعودة بها للبراءة والبساطة وهذا هو سر السعادة ..

مؤكد أن لذلك الشاب عيوب وهموم وإحتياجات ولكن مهارته في الحياة ببساطة يجعلك تقدر المفارقات العجيبة ..

ليس ما نملكه يحدد سعادتنا وليس دقة تخطيطاتنا تقودنا للمدينة الفاضلة فما أتعب أرواحنا سوى الجري وراء خطط لا نهائية تموج بمهام مقسمة محددة وفجأة نجد بأن هناك خلل يعتري هذا الخطط الملغومة التي أصبحت تثقل كاهلنا بدلاً من كونها عوناً لنا لتسهيل حياتنا لذلك قررت أن أكون ذلك الشاب مستمتعة بالحياة ببساطة دون تباهي أو تكلف أو إسراف أعيش اليوم بمافيه من ثواني مقدرة النعم من حولي وممتنة لربي ..


علمني ذلك الشاب درساً مهما عجزت عن الوصول إليه لشدة تعقيدات خططي وإهتمامي بتفاصيل أنا في غنى عنها..

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة